peso مشرف المنتدى العام+الجوال
عدد الرسائل : 2846 العمر : 36 نقاط : 294114
| موضوع: لنوقف سهر الليالي تصلح لنا الأيام الجمعة أبريل 10, 2009 10:23 am | |
| لنوقف سهر الليالي تصلح لنا الأيام
بسم الله الرحمن الرحيم
اخذ السهر والسمر والحديث الى القمر والنجوم جزءا كبيرا من ثقافتنا الشعبيه , وقديما قيل من طلب العلى سهر الليالي , وقد مدح الله سبحانه وتعالى في عدة ايات عباده الذين يقومون الليل في الطاعه والعباده او حراسة الثغور , وعُرف السهر لدى شريحه من المواطنين من الذين يعملون بالليل خدمة لوطنهم ودينهم كرجال الأمن والعاملين في المستشفيات والعسس وعمال المصانع ومشغلي محطات الكهرباء والهاتف والماء , لكن لم يكن ذلك الا حاله استثنائيه يتطلبها المجتمع من بعض ابنائه لإستمرار عجلة الحياه .
خلق الله سبحانه وتعالى الليل وجعله للسبات والنوم والراحه بعد عناء يوم كامل من الجد والكد والتعب وطلب الرزق والعمل , وهذا ناموس الله في خلقه ان جعل الليل لباسا والنهار معاشا , لكن انعكست الأمور في ايامنا هذه حتى صار الكثيرون يقضون الساعات الطوال من الليل في سهر وسمر في مشاهدة القنوات الفضائيه او امام شاشات الكمبيوتر او السمر مع الأصدقاء في الإستراحات وفي المقاهي وبين خراطيم المعسل واوراق الكوتشينه .
السهر مخالف للفطره الربانيه والساعه البيولجيه التي وضعها الله في ادمغتنا لتنظيم التوقيت في حياتنا , ومن الطبيعي انه ما ان يحل الليل حتى يبدأ الجسم في التكاسل والإسترخاء وابداء الرغبه في النوم , لكن نجد الكثيرين يجاهدون انفسهم ويقاومون النوم بشتى الطرق والوسائل والحجج , فصار السهر وقلة النوم آفة تهدد كيان المجتمع وتهتك بأبنائه وتعمل على تدني الإنتاجيه , ولا ابالغ ان قلت ان السهر يأتي في المراتب الأولى في اسباب خراب البيوت والأسر وتدني الإنتاجيه وسؤ الأداء الوظيفي .
ودعونا نلغي نظره عابره على بعض النتائج السيئه للسهر وقلة النوم فمن ذلك :-
- تأخر بعض الموظفين عن الدوام وبذلك يرتبك عمل اداراتهم وتقل انتاجيتهم , خصوصا اذا علمنا ان من يأتي الى الدوام ولم يكتفي من النوم فان مزاجه يتعكر وينعكس ذلك على سؤ تصرفاته مع زملائه او مراجعيه , ويكثر من التثاؤب والرغبه في النوم اثناء العمل .
- تأخر الطلاب السهارى عن مدارسهم وكلياتهم ومعاهدهم وبذلك يصبح التأخير عاده تلازم البعض منهم عند توليهم الوظائف , كما تقل قدراتهم على التحصيل العلمي واستيعابهم , وينتابهم النعاس في قاعات الدرس فمن المعتاد ان تشاهد طالبا وقد توسد يديه على منضدة الدرس وتسمع له شخيرا .
- تدهور الحاله الصحيه للسهارى , فقد اثبتت كثير من الدراسات الطبيه ان السهر من الأسباب الرئيسيه للبدانه وضغط الدم والسكري , وارتفاع نسب من الهرمونات في الدم عن النسب الأعتياديه كالأدرنالين وغيره فتجد السهارى سريعوا الغضب لا يتحكمون في انفسهم وينتابهم عدم التركيز اثناء الكلام او العمل , كما تجد بعض الأثار المرضيه على اجسادهم كوجود هالات سوداء حول العينين واحمرار العينين , والم المفاصل وضيق التنفس وغيره .
- تهتك عرى الترابط العائلي لأسر السهارى فيقل اللقاء بين ابناء الأسره الواحده في جلسه مشتركه , بسب اختلاف مواعيد النوم والإستيقاظ فيما بينهم فيكونون كالغرباء في البيت الواحد .
- تفكك الحياه الزوجيه في حال كان احد الزوجين او كلاهما من محبي السهر , فالرجل سيأتي الى بيته متأخرا وقد نامت الزوجه وألأبناء , فلا يجد من يأنس معهم ويقل متابعته لأحوال اسرته الدينيه والتعليميه والصحيه والماديه , ويحصل التململ من الزوجه التي ربما احتاجت زوجها ليلبي حاجاتها الزوجيه فتنتظر وتنتظر الى ان يغلبها النعاس فتنام وهو في سهر وسمر مع الشله وهذا يؤدي الى نشؤ الخلافات بين الزوجين وفقدان الموده والرحمه بينهما وكثرة الشحناء والشجار , فيحصل الطلاق في حالات كثيره , ويتشتت الأبناء وتتفكك الأسر , والمثل لو كانت الزوجه من عشاق السهر خصوصا امام الفضائيات او قدام شاشة الكمبيوتر .
- الإصابه بالأمراض النفسيه والعصبيه وحالات التشنج وسرعة الغضب عند السهارى , فتجد الشجار والتورط في المشاجرات من سمات محبي السهر بسبب ضيق نفس الشخص وعدم قدرته على التحمل او المناقشه .
- تدني مستوى السلامه بين السهارى سواء عند قيادة السياره او عند تشغيل المعدات والألات في اعمالهم فتحصل الحوادث المؤسفه التي تزهق بسببها ارواح زكيه , وفي احسن الحالات ربما تحصل اصابات متفاوتة الأثر بين الإعاقه او فقدان اطراف او متوسطه او بسيطه لكنها وفي جميع الأحوال اصابات مؤسفه يمكن تلافيها باذن الله كون الشخص بكامل حواسه مركزا في عمله .
- كثرة الحوادث المروريه اذ ان السهران يستيقظ متأخرا فيزيد من سرعته للوصول الى عمله في الوقت المناسب ولكن مع السهر وعدم التركيز وغلبة النعاس والنوم اثناء القياده تكون النتيجه حوادث مؤسفه قد يروح ضحيتها ابرياء سواء السائق نفسه او من معه او من تسبب في توريطه في حادث معه .
هذا قيض من فيض وهناك في الجعبه الكثير , قد نتطرق له في يوم ما , ولكي نوقف هذه المآسي فلنوقف السهر ولنصرخ باعلى اصواتنا لا للسهر لا للسهر لا للسهر .
والى لقاء آخر
احمد بن عيسى | |
|