بني ... إختر جلبابك بنفسك ...!

السنة الدراسية الحالية تلفظ أنفاسها الأخيرة

وعدد ضخم من أبنائنا الطلبة يتجهون بخطى حثيثة للمستقبل من خلال تخصص جامعي يختارونه

وبعضهم لا يعرف أين تحط به الرحال ...

والبعض الآخر ...

كان قد قرر منذ فترة ..

والبعض ... لم يكن له يد بالإختيار ...

لأنه وببساطة ... ومنذ أن خلق على وجه الأرض ..

وجد نفسه مرتديا لجلباب أبيه ... أو مثله الأعلى ...

فكأن إبن الطبيب لا بد أن يكون طبيبا ..

وأبن الطيار لا بد أن يطير ...

وأبن الوز ... لا بد له أن يعوم في الماء طوال حياته ...

وهولاء جميعا ... قد يكونوا وقد لا يكونوا على معرفة بما يواجههم ... بل
إن البعض منهم يدخل هذا المجال أو ذاك ... فقط لأن والده ... أو مثله
الأعلى يريده أن يتجه له ...!

وهنا تقع الكارثة ..

فيدخل الطالب لمجال جامعي ... لا يندرج تحت مناطق طموحه ... أو رغباته ... !

وتدور الأيام ... والطالب يحاول عبثا ... أن يحب هذا التخصص .. وأن يتأقلم مع هذا الجلباب ..

والتأقلم لا يكون ... والمحبة لا تكون ....!

أنها كارثة ...

وأي كارثة ...؟

أن نوجه من نحب لمجال دراسي لا يرغب فيه ... لمجرد أننا نحبه ... وأنه مجال يعطي بعدا إجتماعيا ... معينا ...!

أنها كارثة أن نرى أبنائنا يتحطمون على جروف رغباتنا ... بمجاديف طاعتهم ومحبتهم لنا ...

أنها كارثة فعلية ... أن نزيد على العاطلين ... عاطلين جدد ..!

وأن نحرم أبنائنا من حرية إختيار مجالات تخصصهم بأنفسهم ... وبمحبتهم البحتة للتخصص ...

وأن نضطر بعد عدد من السنين المحبطة ... أن نؤمن بالواقع ... وأن نحاول إعادة الزمن للوراء ..

والزمن لا يعود ..

والجلباب ... لا يقصر ... ولا ينكمش ... ولا يتغير لونه ..!

فيعيش أبننا مهمشا ... مختلفا ... محرولا ... لا يتمكن من مجارة من حولة
.... بكونه ... يرتدي جلبابا لم يكن من صنع يديه .... حتى وإن كانت ...
خاماته لا تعجبنا .... ولكنها .... هي من ستضم أعضاءه طوال السنين الباقية
له في حياته ....!

مجرد نصيحة

دعوهم يختارون جلابيبهم بأنفسهم ... وباركوهم بالدعاء ...