لحظـــــــــــة .. عنــــاد .. ليــــــس .. الا ....

وغالبــا ودائمـــــا ً لا يثــمر إلا عن أختلاف لايجدي ..
شيء من المرونــة .. وشيء من الــتــعــقــل .. والإستماع للرؤى الأخرى ..
ثم الخلوص إلى قرار يرضي كل ا لفئات المشتركــة سيثمر لنــا وربمــا نتفق على ما نختصم حولـــــه ...
في الأمثال أن من يعاند في عض الحصى لا ينجح سوى في كسر أسنانه .. وقالوا
أيضاً بأن العناد وحدة الرأي والإصرار عليه هما أشد وأوضح الأدلة على
الحماقة . اليونانيون القدماء كانوا يرون بأن المغرور والعنيد لا فرق
بينهما ، وأن الغرور والعناد لا يكون سوى في التوافه من الأمور التي لا
تستحق مجرد النظر إليها من الأسوياء ، لكن عند العنيدين المعاني والرؤى
تختلف ..


نحن في ذكرى جميلة هي موقعة بدر الكبرى ، التي يصادف ذكرها بالتاريخ
الهجري ، يوم السابع عشر من رمضان ربمـــا تجاوزناها قليلا ،،، لا أدري
كيف تبادر إلى ذهني الحديث عن أبي جهل عمرو بن هشام ، الذي كان من اكثر من
طالبوا بالحرب ضد المسلمين ، على الرغم من نجاة قافلة قريش ، وإيثار أبي
سفيان سلامة القافلة على اتباع رأي أبي جهل..
أبو جهل زعيم الكفر يومذاك أثبت بالفعل جهله وحماقته وقصر رؤيته وضيق أفقه
، فإن كثيرا من زعماء قريش آثروا عدم خوض الحرب ، وتجنب قتال الأب لابنه
والأخ لأخيه والأقارب بعضهم لبعض .. ولكن الحماقة التي أعيت من يداويها ،
سيطرت على روح أبي جهل ، فكان ما كان.
الشاهد من القصة ، أن الحكمة والتعقل أو هدوء التفكير وضبط الأعصاب ، صفات
ليست بالسهولة التقول بها أو زعم التحلي بها ، وخصوصاً في المواقف الشديدة
التي تتطلب مثل تلك الصفات ، وخاصة من أصحاب القرار . فلو أن زعيم الكفر
يومئذ ، لم يتبع الهوى والاعتداد بالقوة والنفس ، لكان الأمر مختلفاً.
هذا الأمر يتكرر على الدوام وفي كل عصر وزمان ومكان . فمن قبل أبي جهل كان
فرعون ، ومن قبل فرعون كان سادة قوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم لوط ،
وهكذا يتوالى على التاريخ حمقى ومستبدون بالرأي ، تكون لهم القيادة
والقرار ، فتكون النتيجة مهلكة لهم قبل غيرهم.
الــعــنـــاد والـتعصب للرأي الأوحـــد .. هو من الجهل والحمق ...