أن لم تحسن عمله فدعهُ ..

الكثير منا يقدم على عمل ما وهو يظن
انه قادر على القيام به فتراه يقف على المنابر يخطب بما لم يفقه وقد خرجت
الألفاظ متهيبة مترددة على لسان صاحبها !!
وهناك من يعتلي منصة العلم محاضراً بعقول جاءت تأخذ منه علم رصين فإذا بها
تلقى جاهل متشدق بالعلم مثرثر بمعرفة وثقافة لُملمت في جعبته من هنا وهناك
..!!
وكثيراً ما جلسنا نصغي مشدوهين ..! ننظر إلى من بهرنا بحلو المعاني وغريب اللفظ ..
وهو يملي علينا أفكاره . حتى إذا اختبرناه بموقف أو تجربة جمعتنا به وجدت البون الشاسع بين ما يدعي وبين ما هو عليه حقيقتاً .
وهكذا نرى الكثير من الأدعياء الذين ينسبون لأنفسهم مقام هم ليسوا بأهل له أما جهلاً أو غروراً.

ولو تساءلنا أيهم اشد خطراً علينا الذين يعملون بما فقهوا حتى ولو كان
قليل ويسير في الجهد .أم هولاء الأدعياء أصحاب الجمهور العريض من المغرر
بهم ؟!

أما كان من الأجدر لهم ترك مقام كُبر عليهم , وهم لارتقاء سلم درجات فضله
عاجزين ..! فليس الأمر قول مفصول عن عمل ,وهو ليس بعمل خالي من العلم الذي
يرسم له طريقه ويضع له غايته .. ولا خير في علم لا يركن إلى إخلاص نية لله
تعالى توقر في القلب ..فتبعد عنه الكثير من الآفات التي يبتلى بها
الأدعياء الأشقياء .فيقدموا على الله تعالى وما وجدوا من جهدهم ألا هباءً
منثوراً .