السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جاءتني اختي لنخرج سوياً..
فاقترحنا أكثر من مكان ..
وفجاة تذكرت مكان ..
كثيرا ما تمنيت زيارته ...
مكان نادراً ما يخطر على بالنا ..
لم توافقني أختي ..بل نهرتني ..
حاولت معها وأقنعتها ..
ترددنا في منتصف الطريق ..
وعزمنا على الرجوع ...
فكيف لنا ان نذهب لهذا المكان ...!!
عاندنا أنفسنا.... ومضينا في طريقنا ..
والخوف يملؤنا ...
وصلنا ..
تلاشت رهبة المكان شيئاً فشيئاً ...
ودبت فينا رهبة جديدة ...
وصلنا حيث الهدوء والسكينة ..
فكل البشر هنالك راقدون ..
وكأننا في عالم آخر ..
كدت ان أغيب عن الوعي ..
وقفنا على قبر خالتي رحمها الله ...
التي توفت في ربيع عمرها ...
تخيلت نفسي مكانها ..
تخيلت عذاب القبر ..
فانهمرت دموعي ....
وتلاشت آلام حياتي كلها أمام هول تلك اللحظة ..
ارتجف قلبي... وتسارعت نبضاته ...
فضمني إليه الرجاء في رحمة الله عز وجل وعفوه ..
قلت لأختي نحن ولا شيء ..لماذا نذنب ؟!
سيكون هذا مكاني ومكانك الحقيقي ..
وقد يكون الآن ...
فنظرت لي بخوف ..
وفي طريق العودة..
كم من الألم يعتصر فؤادنا ..
فأخذنا نتعاهد على التغيير الفعلي ..
وأخذت كل واحدة منا تذكر الأخرى بذنوب ...وعيوب..
كثيرا ما نستهين بها ..
ولا نشعر بخطورتها ..
ولمست في نفسي صدق نية وعزيمة ..
وفي هذا اليوم أصابتني حالة غريبة ..
تمنيت أن أتشبث بهذه اللحظة ..
ولا أجعلها تضييع مني أو تغيب عن ذهني ..
ومر يوم ...اثنان ....ثلاث ...
وكأن شيئاً لم يكن ...
عدت لطبيعتي ..
لمبدأ التدرج ..
وواحدة واحدة ..
والدنيا حلوة ....وأحلى سنين ..
وبعد فترة ..
طلبت من أختي ان نذهب ثانية ..
فأخذت تتحجج بالامتحانات ...
وان ذهابنا كعدمه أصلا ...
وفجأة أصابتها هستريا من الضحك المؤلم ..
وأصابتني العدوى دون معرفة سبب الضحك ..
ذكّرَتني بحالتنا حينها ..وكلامنا ..وخوفنا ..ووعودنا ..ودموعنا ...
ياااه إحنا وحشيين أوي ..
أكانت مجرد دموع لحالة عابرة ...؟! وسنبقى بلا تغيير ...!!
وكيف نتمسك بتلك اللحظة ..ولا نجعلها تفلت من بين أيدينا ...!!
وخالص التقدير والاحترام للجميع