هل اثر اختصاصك على حياتك الخاصة ؟!

هكذا كان التخصص المهني شديد التأثير
في حياة اقرب الناس لي ..فلي أختين ,واحدة منهما تخصص تربية اسلامية وعلوم
القرآن ..وقد ظهر جلياً ما مدا تأثير هذه المهنة على تربيتها لبناتها
الثلاث ..فكانت شديدة الحرص على بث فيهن ما تعلمته واجداته في حياتها
المهنية الطويلة من بمبادئ وقيم إسلامية راقية ..
أما أختي الأخرى فهي تخصص بايلوجي أو علم الأحياء كما نطلق عليه هنا ..مما
يجعلها قريبة لعالم كما اسميه تهكماً في بعض الأحيان ,بعالم البكتريا
والجراثيم ..وهي الأخرى أثر تخصصها فيها وفي حياتها وتربيتها لولديها
التؤمين ..فلا يكادا المسكينان يأخذا راحتهما في اللعب مع أترابهما حتى
تأتي مغاضبة لهما لتوبخهما وتعنفهما وتمنعهما من اللعب بما تعتقد انه يجلب
لهما من مسببات المرض الكثير كالجراثيم والبكتريا ..هي مولعة بربط كل شيء
بالحياة المجهرية للأشياء ..!
وكنموذج للرجال ما رأيت أعجب من تأثير حياة العسكر على الحياة الخاصة
لأحدهم, مضى جل عمره في الحياة العسكرية ذات الضبط العالي ..! أعرف رجل
كان يذيق أهله الأمرين في إجازته المتاح له فيها البقاء معهم ..
وحتى بعد تقاعده وإنهاء خدمته الطويلة بقى مصراً على النسق الحربي الصارم في عائلته وطريقة تعامله معهم .
تقول أبنته... أبي يصر وفي بداية تقاعده أن نستيقظ عند الصباح الباكر ,وان
نتناول إفطارنا باكراً وقبل شروق الشمس ..نفعل هذا حتى في أيام الإجازة
الأسبوعية ! ..بل وأصر على أن نتناول إفطارنا ,الحساء الدافئ ..فهو ما
تعوده في مهنته الشاقة ..
وتقول ولولا تدخل أمي لترفع عنا البعض من هذه الواجبات لهلكنا .!
فهل أثر تخصصك المهني على حياتك العائلية وعلى تصرفك وسلوكك ..وهل هو
تأثير ايجابي أم سلبي ..؟ وهل الآخرين ممن هم معك راضين بهذا أم لا ؟؟
اعتقد أنت بحاجة للتأمل في هذه الناحية فربما فاتك أمر مهم فيه قد يكدر عليك صفو حياتك مع من تشاركهم فيها حلوها ومرها ..