هل لا زال تـحــت كــــل حـجـر ..... سعودي ...؟ !!

السفر والسياحة ... كانا وما زالا هواية لنا نحن السعوديين ... إن لم يكونا واجبا قوميا ...!
وقد ابدع السعوديين بالبحث عن أعسرالأمكنة الغريبة والشواطئ البكر والجزر المغمورة والمنتجعات المجهولة .....!
حتى أن البعض كان يقول ... إن تحت كل حجر .... سعودي ...!
والسفر والسياحة ولا شك ... عملية تثقل كاهلنا بالمصاريف الضخمة التي نبدع في نثرها هنا وهناك ...
بداية بإنتقاء ملابس السفر ... المزركشة ...
ونهاية بالمتطلبات اليومية للتمتع بالجديد والمتميز ....!
البعض ينادي ... بالسفر الداخلي والسياحة المحلية ... !
ولكنها لا تؤدي المطلوب منها ... لمن يقومون بها ...
نظرا لإنعدام المفهوم السياحي ... ولنقص الإمكانيات الترفيهية ... في
الداخل ...وللغلاء الفاحش ... وكذلك للثقافة الإجتماعية المعقدة التي تجعل
السفر ... لا يعدو كونه قطعة من النار ... !
لذلك فان الجميع في الشتاء ... كفلول النمل .... يجمعون جاهدين ما يجنون
من محاصيل ... ليتمكنوا في الصيف من مقايضتها بالتفسح ... وشم رائحة
الحرية بعيدا عن الروتين والحر ... والجيرة والمجتمع والقيود والكبت ...
والتمتع بالإمكانيات الترفيهية الهائلة للدول السياحية ... والتي ... تشعر
فيها مهما صرفت ... أنك مستمتع بذلك ... وأنك تحصل على ما تريد وزيادة ...
مما يحلل معه أي صرف ... يتم ... حتى ولو كان دينا .. أو قرضا ...
بل أن شخصياتنا في السفر تتبدل وتنقشع عنها صور التقوقع ... ! فنصبح مرهفي
الحس للفنون ... ومقدرين للمتاحف والآثار ... و... والجمال ...!

وفي هذه الأيام ...
ومع تغير صورة الإنسان السعودي ... ولتورط الكثير منا ... ولو بالشكل في أحداث الإرهاب العالمي في كل بقعة على وجه البسيطة ...
حارت حيرة البعض ...!
وزاد تذمرهم ...
فأين سيسافرون ...؟ واين يجدون المكان الذي لا يعرفهم فيه أحد ... ولا
يخشاهم فيه أحد ... ولا يشكك في نواياهم المرجوة من هذه السفرة ...!؟
أين يجدون السفارة التي تفتح لهم أبوابها معززين مكرمين كالزمان الماضي ..؟
أين يجدون المطار الذي لا يخضعهم للتفتيش الدقيق ... والذاتي ..؟
أين يجدون الشارع والمنتزه والحديقة التي يمرون بها دون أن يشكك في نواياهم أحد ممن حوله ...؟
أين يجدون البسمة التي كانت تقابلهم على كل وجه ...؟
أين يجدون راحة البال ... في منتجع سياحي .... يرمون به همومهم المختزنة طوال الموسم الماضي ...؟

__________________