النقد البنَّاء ... وبناء العلاقات..كيف؟

[size=16]النقد البنَّاء ... وبناء العلاقات..كيف؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يحدث في دوائر علاقاتنا المترامية والمتباينة تفاقم لبعض المشكلات وتنامى
للخلافات ، وهدم لبعض العلاقات، ربما يرجع ذلك إلى أسباب قوية وموضوعية،
ولكن عندما يحدث ذلك نتيجة لكلمة جارحة طائشة خرجت دون قصد ، أو نقد يفتقد
للحكمة واللياقة وأدب الحوار ، أو مصادرة لرأي بحكم السلطة والمسئولية دون
انتباه أو مراعاة لمشاعر الآخر . فنا لا بد أن توضع علامات استفهام كبرى
.. لماذا يحدث كل هذا بمجرد رأي مخالف أو كلمة نقد طائشة ؟؟.

تعالوا نقترب من الواقع قليلاً ، لنجد بأن كل ذلك يحدث بيننا وفي محافلنا
وملتقياتنا سواء على المنتديات أو في دوائر علاقاتنا الأخرى ، في العمل في
الأسرة .. الخ ، وأحياناً كثيرة نغض الطرف عنه، ثم نفاجئ باحتقان العلاقات
، والحدة والجفوة في التعامل ، والاستعداء وتجاوز حدود المعاملة الكريمة
أحياناً أخرى ، بما يفكك الصفوف ويشتت الجهود .ويثير الأحقاد والكراهية
والشحناء بين بعضنا البعض.

ونتساءل جميعاً باستغراب وببراءة ... لماذا ... ؟ لماذا ... يفعل فلان هذا .. ؟

لماذا يكون ردة فعله هكذا ؟ !!!!

والجواب يكمن في...

إعادة النظر في منهجيتنا في الحوار

قياس مدى قدرتنا على تقبل الرأي الآخر

التعبير عن آراءنا المخالفة للآخر بطريقة مقنعة وطبيعية وبناءه .

انتبه !!!!!!!! مهم جدااااااً

ينظر الإنسان لاعتباراته وآراءه الشخصية بأنها يجب على الآخر احترامها
وتقديرها ، وهدم هذه الاعتبارات بإثبات قبحها أو تدنيسها ، يهدد كيانه
كإنسان ، ومن ثم يدفعه ليقاوم بشراسه ، غير مكترثاً بسلامة منطقه ، فهو لا
يبحث إلا عن شيء واحد تقدير ذاته .. فالمعركة أصبحت بالنسبة له أكون إنساناً أو لا أكون .

معروفاً لدى الجميع بأن الناس تختلف أذواقها وميولها ، فعندما يشتري شخص
شيء ما ، ويقوم غيره بانتقاد ذوقه أو السعر أو الموديل !!!!! . ماذا
تتوقعون أن يحدث هذا النقد في نفس هذا الشخص.. كلنا مررنا بمثل هذه
التجربة ، ينسحب هذا المثال على مواقف كثيرة متشابهة ومتباينة .

هذا الموقف يمر مر الكرام بعفوية وبسلامة نية على كثير منا سواء كنت أنت
الناقد أو صاحب السلعة المشتراه ، ولكن أثاره مدمرة لنفسية الشخص ، فما
بالنا إذا كنا ندلي بآراءنا على مستوى المعتقدات والقناعات الشخصية
والقضايا الكبرى التي تمس حياتنا اليومية ، فالأمر سيصبح عجباً ..

طرحنا المشكلة الآن ، وأظن بأن الجميع يدركها بحسه ويتعايش معها بجوارحه ، إذن ما السبيل للعلاج ؟؟؟

ألا ترون معي بأنها ثقافة تربينا عليها وتحتاج إلى وقفة مراجعة ؟

ألا ترون بأننا ننساق تحت ضغط الواقع والمحاكاة لغيرنا؟

ألا نحتاج إلى حلول تطويرية لينضج لدينا أسلوب النقد والحوار ؟

أحمل في جعبتي بعض الأفكار كحلول ، ولكن أظنها إلى حاجة إلى مزيد من التنقيح والمشاركة سميتها

مشروع " قاموس النقد البناء " .

أترككم لتخمنوا ولتتوقعوا كيف يمكن أن يكون لدينا مشروع تحت هذا المسمى يساهم في حل المشلكة لعل أفكارنا تتلاقى ، وتتلاقح . (ما هي ملامحه .. أهدافه .. معالمه .. أساليبه ؟؟؟ ) .

في انتظاركم.

[/size]