الاصطدام بالجدار

الاصطدام بالجدار

ما هو شعور أحدكم حين يصطدم بجدار ما؟؟ تخيل هذا الشعور, وتخيل معي مقدار
الدوار الذي سيصيبك والمدة التي ستقضيها مغشياً عليك لا تستطيع الحراك
أبداً!!!

فما بالك إذا اصطدمت بهذا الجدار لتجده أقرب الناس إليك وأدناهم منك وقد نأى عنك واستغنى............

من الجميل أن تساعد الناس على مساعدة أنفسهم ولكن ماذا إذا لم يساعدك
الناس إذا احتجت في وقتٍ ما إلى مساعدتهم؟؟ لتنظر حولك فتجد نفسك وحيداً
بالرغم من كل من حولك وتفاجأ بأن كل من ساعدتهم قد تخلوا عنك ببساطة بل هم
أصلاً سبب ما أنت فيه من مشاكل وأحزان, لتفقد الثقة فيهم وللأسف الشديد
إلى الأبد, أحياناً يكون خطئك أنك وثقت بأحدهم ولو قدر أنملة وأنت لا تعلم
أن هذا الإنسان سيكون هو الجدار الذي ستهوي عنده ثقتك بالناس كلها, لتبدأ
بالانهيار شيئاً فشيئاً فلا تعود تقوى على الحركة ويتملك حينها الوهم من
عقلك فيسيطر عليك ويسري بكل خبث وسرعة كالحية في مشاعرك وهو ينفث سمه حتى
يقتلك!!!!

وبعد اصطدامك بالجدار ستعرف أن العزلة هي المرفأ الأمين الذي تلجأ إليه
سفينة الحياة حين تتقاذفها الأمواج, ويجتمع عليها عصف الرياح, وهي الواحة
الخصبة التي يفيء إليها المسافر من الأنين والكلل, فيجد في ظلها الظليل
راحته من سموم الصحراء ولوا فح الرمضاء, وهي المنزلة الأولى التي ينزلها
المرء في طريقه من الدنيا إلى الآخرة, ليستجم ذهنه, ويجمع أمره, ويعد عدته
للقاء لله تعالى,,,,,